الخميس، 23 سبتمبر 2010

ليلة عناق الأضداد 1

جاءني الاتصال وأنا مستغرق في الحديث مع زملائي وأصحابي

"شفت رغد..؟!"
لا .. وينها؟!
والله ما أدري يا أبو سامي كانت مع أختها وفجأة اختفت ...!

*****

نهضت في عجل
قمت أبحث هنا وهناك
أنادي بأعلى صوتي .. رغد .. رغد
لا أحد يجيب..!


لعلها هناك .. لم أبحث في هذا المكان
المكان مظلم وليس هنالك ما يدل على وجودها
لا أسمع صوت بكاء ولا حتى همس هواء


اتصلت بالطرف الآخر.. "حصلتُمْها"؟!
لا لا .. الصوت يتهدج


أكيد؟!
أكيد .. يا أبو سامي


يا الله، ما هذه المصيبة؟
ماذا حل بنا في هذا المساء؟

*****

عدت مسرعاً إلى إخواني حيث إنهم لا زالوا في حديثهم السامر ولا يعلمون عن الأمر شيء
يا شباب ..
فزعتكم بنتي "رغد" ضاعت


بنبرة واحدة:
ضاعت؟!
نعم يا إخواني ضاعت ولم أجد لها أثر


تحركنا نمشط المنطقة يمنة ويسرة
هذا يسير
وذاك يجري
أبو الخير يبحث في مواقف السيارات
وحسن يفتش تحت تلك الشجرة
وخليل يقلب الغصون المتدلية 
والرابع يتفقد مجمع الألعاب القريب
والخامس والسادس وووو

 
يا إلهي
يا خالقي
يا رازقي


لقد اختفت تماماً، لم يبقى لها أثر
سوى ما بذرته من ذكريات في قلبي الذي يعشقها
موقف عصيب لا يعلمه إلا الله
ولا يشعر بمرارته إلا من عاشه

*****

تلخبطت الأفكار
وتسلل الشيطان إلى أعماقي..
هذا سيكون آخر عهد لك بها يا محمد..!
حينها قفزت إبتسامتها البريئة إلى مخيلتي
تذكرت كلماتها الطفولية التي دائماً ما تطرب مسامعي:
ثوى = سوى، ثلام قوى = سلام وعساك على القوة، هذه خاصة باستقبالي عند الباب حين عودتي من الجامعة..
تذكرت سجادتها الصغيرة
تذكرت ملابسها الزهرية التي اخترتها لها بيدي


تذكرت وتذكرت ...


(وللقصة بقية ... في الجزء القادم)


بقلم: محمد المالكي
برزبن - أستراليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها

الأكثر قراءة