دخلت إلى صالة القدوم في صف طويل يسير باتجاه جوزات المطار لفحص أوراقنا الثبوتية وتأشيرات الدخول، مضى الجميع بشكل سريع حتى أنه اختلط علي وقوفهم أمام الموظف ومغادرتهم، وصل الدور إلي فتقدمت إلى الموظف وكنت حينها أعتقد أني شخص (عادي!) كأولئك الذين سبقوني، ناولته جوازي الأخضر المرصع بنخلة ذهبية يحفها سيفان، تفحصه وقلبه ذات اليمين وذات الشمال، دقق في المعلومات لديه كثيراً، ثم ناوله لضابط يقف خلفه هو فقط وكأنه قد جُهز لاستقبالي ثم أومأ لي بالتوجه إلى الضابط ...
أخذ الضابط جوازي وابتعد قليلاً عن الكاونتر ولحقت به في دهشة، توقف في ناحية من المكان وبادرني بالتحية ورحب بي في بيرث، فحييته بالمثل، بدأ في توجيه بعض الأسئلة والاستفسارات مصحوبة بنظرات حازمة أوقعت في قلبي القلق، كان يتحدث بسرعة وبلهجة استرالية شديدة الصعوبة، ولكنني حاولت مجاراته حيناً وحيناً أستوضح مغزى سؤاله لأنني خشيت أن أقع في ورطة سوء الفهم كما فعل ذلك السائح الذي أجاب بأنه إرهابي (Terrorist) بدلاً من أن يقول سائح (Tourist)!
ما اسمك؟ من أين أتيت؟ لماذا أتيت إلى بيرث؟ ولماذا الآن؟ هل سوف تبقى طويلاً في بيرث؟ كم لديك من المال؟ وغيرها الكثير من الأسئلة .. طلب مني الانتظار ريثما يعود إلي. أخذ جوازي وتوارى عن الأنظار، مرت نصف ساعة، ساعة، الوقت يمضي ... وصاحبي لم يعد، كان جميع الركاب الذين جاؤا معي على متن الرحلة قد غادروا ولم يتبقى إلا أنا!
يارب ماذا حدث؟!
أخذ الضابط جوازي وابتعد قليلاً عن الكاونتر ولحقت به في دهشة، توقف في ناحية من المكان وبادرني بالتحية ورحب بي في بيرث، فحييته بالمثل، بدأ في توجيه بعض الأسئلة والاستفسارات مصحوبة بنظرات حازمة أوقعت في قلبي القلق، كان يتحدث بسرعة وبلهجة استرالية شديدة الصعوبة، ولكنني حاولت مجاراته حيناً وحيناً أستوضح مغزى سؤاله لأنني خشيت أن أقع في ورطة سوء الفهم كما فعل ذلك السائح الذي أجاب بأنه إرهابي (Terrorist) بدلاً من أن يقول سائح (Tourist)!
ما اسمك؟ من أين أتيت؟ لماذا أتيت إلى بيرث؟ ولماذا الآن؟ هل سوف تبقى طويلاً في بيرث؟ كم لديك من المال؟ وغيرها الكثير من الأسئلة .. طلب مني الانتظار ريثما يعود إلي. أخذ جوازي وتوارى عن الأنظار، مرت نصف ساعة، ساعة، الوقت يمضي ... وصاحبي لم يعد، كان جميع الركاب الذين جاؤا معي على متن الرحلة قد غادروا ولم يتبقى إلا أنا!
يارب ماذا حدث؟!
انتابتني الشكوك، وداهمني شيء من الخوف، وبدأت أتساءل لماذا أنا بالذات؟ وماذا يريدون مني؟ ولماذا يستوقفونني لهذا الوقت الطويل؟ ماذا أتى بي إلى هنا؟ ليتني بقيت في (عرقين)! ومما زاد من توجسي هو أن الحرب على العراق كانت قد بدأت قبل وصولي بحوالي خمسة أيام، فخشيت أن يكونوا قد ارتابوا في أو أن هنالك تشابها في اسمي مع اسم شخص آخر قد يكون مطلوباً لديهم. وسوسة شديدة كانت تتغلغل إلى نفسي وأنا الغر بالسفر، ولكنني أسلي نفسي وأتصبر وأخاطب نفسي قائلاً: ثق بالله فأنت لم ترتكب جرماً وكل شيء لديك نظامي فلا خوف عليك، فقط ثق بالله واعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وبينما أنا كذالك أسلي نفسي وأرجيها، جاءني الضابط وناولني جوازي وقال لي أعتذر عن التأخير ولكنها احتياطات أمنية يستلزم علينا القيام بها وأظنك تقدر ذلك..! قلت له بالطبع (وقد بلغ بي الأمر مبلغه) وهذا من حقكم، فأمن بلدكم شيء مهم لكم ولنا نحن المقيمين فيه. شكرني وسمح لي بالذهاب لاستلام حقائبي التي رقصت طويلاً على سير الحقائب، تناولت حقائبي وما أن هممت بالتحرك حتى جاءني أحد رجال الأمن يقود كلباً بوليسياً لم أرى أضخم ولا أقبح منه في حياتي، (أقصد عبر شاشات التلفزيون وإلا فأنا لم أرى الكلاب البوليسية على حقيقتها من قبل)، فداهم شنطي وتفحصها وتفحصني معها وكاد قلبي أن يتوقف من شدة الهلع، يا له من كلب قبيح ومرعب، ظننت أنه سيلتهمني أو على أقل تقدير أنه سيبتر أحد أطرافي.
تحركت بعدها إلى نقطة تفتيش القادمين وهنالك تم تفتيش حقائبي بكل دقة (وأمانة) كي أخرج بعدها (نظيفاً) إلى صالة المطار الخارجية - وهذا مخالف لما رأيته في مطار الرياض من تساهل في دخول الحقائب دون تفتيش حقيقي مما يشكل خطر على أمن الوطن والمواطن والمقيم. كانت الساعة حينها تشير إلى العاشرة ليلاً وكان الهدوء سيد المكان، لا تسمع أصوات العاملين ولا اللجبة المعتادة للقادمين والمغادرين على الرغم من أن المطار مطار دولي، الناس يأتون ويذهبون في سكون عجيب يبعث الرهبة في قلب الغريب القادم من بلاد الحركة الدؤوبة والأصوات الصاخبة، لم تكن لدي وجهة محددة ولا أدري إلى أين أذهب، تذكرت صديقي الذي سبقني للدراسة في بيرث فقررت الاتصال عليه، توجهت إلى مكتب الاستعلامات متسائلاً عن كيفية إجراء مكالمة هاتفية من داخل المطار إذ أني لم أشاهد أي هواتف قريبة، أرشدني موظف الاستعلامات إلى مواقع الهاتف التجاري بالمطار وباعني بطاقة إتصال مسبقة الدفع، رفعت سماعة الهاتف متصلاً على صديقي ولكنني لم أكن محظوظاً إذْ أن هاتفه كان مغلقاً، صديقي لم يكن يعلم عن وصولي في تلك الساعة، كنت قد أخبرته بخط سيري القديم ولكن الوقت لم يسعفني لإخباره بالمستجدات قبل مغادرتي لمطار جاكرتا.
توجهت إلى مكتب سيارات الأجرة في زاوية من المطار وكان مكتباً منظماً يسير العمل فيه بشكل راقي يختلف تماماً عن الحال في مطارتنا حيث لا حسيب ولا رقيب إذْ يتفاجأ القادم بعدد من الرجال يتسابقون إليه في مشهد عشوائي وكل واحدٍ منهم يحاول الظفر بهذا القادم دون أن يكون هنالك آلية صارمة لتنظيم هذا النشاط الهام الذي يعكس أول الانطباعات عن بلادنا ومجتمعنا لدى الزائر. حجزت إحدى السيارات المتوفرة لإيصالي إلى المدينة، وفي طريقي لركوبها برفقة السائق فتحت باب الراكب (عن يمين السيارة) جرياً على الوضع في بلادنا لأتفاجأ بمقود السيارة أمامي بينما كان السائق ينظر إلي في دهشة وتوجس، عدت للخلف محرجاً ومعتذراً واتجهت للباب الآخر، أدار قائد السيارة محركها وتحرك في هدوء، كان رجلاً ضخم الجثة، أشقر اللون، يظهر عليه أنه في الأربعينات من عمره.
طلبت منه أخذي إلى أحد الفنادق القريبة من جامعة كيرتن؟ رد علي بهدوء قائلاً: لا يوجد فنادق بقرب الجامعة ياسيدي ولكن هنالك موتيلات جيدة وذات سعر معقول في موقع متوسط بين الجامعة والمطار، فوافقت على الفور. كان يسوق سيارته بكل هدوء، وكان قليل الكلام، إلا أنه كان يسأل بعض الأسئلة من حين إلى آخر، كان الطريق مظلماً جداً وشبه خالٍ من السيارات. في البداية ظننت أن المطار يبعد عن المدينة كثيراً ولكنني تفاجأت حين أخبرني أن المسافة لا تتجاوز عشرين دقيقة في أطول الأحوال..!
كنت أتساءل، ولماذا هذا الظلام المخيم الذي قد غطى كل مكان؟
كنت أتساءل، ولماذا هذا الظلام المخيم الذي قد غطى كل مكان؟
أين أضواء المدينة الصاخبة؟
أين شوارع المدينة المزدحمة؟
اليست هذه مدينة (بيرث) عاصمة غرب استراليا؟ طبعاً أتساءل مع نفسي!
وبينما أنا غارق في تساؤلاتي، إذا بعدد بسيط من المباني تلوح في الظلام، وماهي إلا دقائق معدودة حتى توقف السائق أمام أحدها!
كان مبناً لا بأس به ولكنه لم يكن كما تخيلته...
لم أرى فيه تلك الأنوار الصاخبة التي اعتدت على رؤيتها في المدن الصغيرة في وطني فضلاً عما هو عليه الحال في المدن الرئيسية كالرياض وجدة وغيرها، حتى ظننت أنه ربما أخذني إلى قرية صغيرة أو مكان مهجور!
رافقني إلى غرفة الاستقبال وساعدني في إنجاز الحجز والدفع، ثم ساعدني في إنزال حقائبي ودفعها معي حتى وصلنا إلى السلم المؤدي إلى الدور الثاني وودعني ثم ذهب، تأكدت الآن أني في موتيل فعلاً. لم يكن هنالك موظفين يتسابقون على حمل الحقائب، ولم يكن هنالك سلم كهربائي لينقلني إلى غرفتي في الدور الثاني (لأنه موتيل صغير كما أخبرتكم سالفاً)، وكان لزاماً علي أن أحمل حقائبي على ظهري وخصوصاً تلك الحقيبة الضخمة التي كادت أن تفت عظامي وتفكك مفاصلي، وصلت إلى الغرفة المخصصة، ألقيت حقائبي جانباً، حمدت الله وخلدت إلى سريري طمعاً في غفوة أستقوي بها على أعمالي في الغد، لكنني لم أستطع النوم، بل إن ذكريات الأهل والوطن تحركت فحركت معها عواطفي وشجوني، وحركت معها كل شيء جميل، بل حتى إنها حركت دمــــــوعي..!
تضايقت كثيراً عندما رأيت الوضع المحيط، فكل شيء يبدو بسيطاً، والظلام الدامس يغشى المكان، حتى داخل الغرفة كانت الإضاءة خافتة جداً، والوحشة تملأ أرجاء المكان. عشت مع أفكاري وذكرياتي حتى داهمني النعاس وأسلمت عيناي لسلطان النوم، نمت حتى بزغ الفجر ثم قمت لأداء الصلاة ولكنني حقاً افتقدت شيئاً عظيماً كنت قد اعتدت عليه في قريتي الصغيرة (عرقين) وهو صوت مؤذني الحي (جبران علي، جيبان، محمد علي، والعم فرح الفيفي)، يا الله كم كان يطرب مسامعي ذلك الصوت وكم كان يبعث في نفسي الهمة والنشاط وعلى الرغم من ذلك فأنا لم أشعر بقيمته وفضله كما شعرت به في هذا اليوم. قمت لأداء الصلاة وكم كانت هي اللذة التي شعرت بها وأنا أؤدي صلاة الفجر في هذا البلد، حقاً لقد كان إحساس عظيم جعلني أستشعر قيمة الإسلام وفضل الله ونعمته علي.
مع استيقاظي المبكر استيقظت معدتي الخاوية وقد ألهبتها حرارة الجوع، نهضت أجوب أركان الغرفة وأتحسس ثلاجتها الصغيرة علّي أجد فيها شيئاً أسد به جوعتي، وقعت عيني على شيء من البسكويتات والمرطبات والماء وقوارير أخرى لم أتبينها في حينها! لم يطل بي الوقت حتى أنجزت مهمتي لأستلقي ثانية على سريري منتظراً إسفار الصباح...
بزغت الشمس بخيوطها الذهبية لتضيء لي يوماً جديداً من حياتي في بلدٍ جديد سأقضي فيه بعضاً من سنين عمري بعيداً عن أهلي وأحبتي ووطني، طلعت الشمس لتزيح ظلام الليل الكئيب الذي طمس معالم المدينة، ومعالم المكان والإنسان هناك، طلعت لتكشف الستار عن مكان آخر غير ذلك المكان الذي رأيته بعيني ليلة البارحة، نعم لقد كشفت الستار عن مكان آخر، مكان جميل، كانت الأشجار تحيط بالمكان من كل ناحية، كانت العصافير تتراقص هنا وهناك وتشدوا بألحانها الشجية التي أطربت نفسي وأبهجتها، كان الهواء لطيفاً وهو يصافح وجهي الذي يطل من نافذة الغرفة، يا سبحان الله ما أروع المكان، خرجت مسرعاً إلى شرفة تطل على ناحية أخرى من المدينة، لتقع عيناي على منظر لم أرى مثله من قبل، إنه نهر (سوان SWAN)، ذلك النهر الذي يشق مدينة بيرث ليصب في المحيط الهندي، كانت مياهه تنساب أمام ناظري في مشهد جميل يبث في الروح أمال جديدة وطموحات متقدة ومما زاد جمال المشهد هو تعانق خيوط الشمس الذهبية مع المياه الجارية، حقاً إنه مشهد لن أنساه ما حييت، ومن هنا بدأ أول أيامي بمدينة بيرث.
رافقني إلى غرفة الاستقبال وساعدني في إنجاز الحجز والدفع، ثم ساعدني في إنزال حقائبي ودفعها معي حتى وصلنا إلى السلم المؤدي إلى الدور الثاني وودعني ثم ذهب، تأكدت الآن أني في موتيل فعلاً. لم يكن هنالك موظفين يتسابقون على حمل الحقائب، ولم يكن هنالك سلم كهربائي لينقلني إلى غرفتي في الدور الثاني (لأنه موتيل صغير كما أخبرتكم سالفاً)، وكان لزاماً علي أن أحمل حقائبي على ظهري وخصوصاً تلك الحقيبة الضخمة التي كادت أن تفت عظامي وتفكك مفاصلي، وصلت إلى الغرفة المخصصة، ألقيت حقائبي جانباً، حمدت الله وخلدت إلى سريري طمعاً في غفوة أستقوي بها على أعمالي في الغد، لكنني لم أستطع النوم، بل إن ذكريات الأهل والوطن تحركت فحركت معها عواطفي وشجوني، وحركت معها كل شيء جميل، بل حتى إنها حركت دمــــــوعي..!
تضايقت كثيراً عندما رأيت الوضع المحيط، فكل شيء يبدو بسيطاً، والظلام الدامس يغشى المكان، حتى داخل الغرفة كانت الإضاءة خافتة جداً، والوحشة تملأ أرجاء المكان. عشت مع أفكاري وذكرياتي حتى داهمني النعاس وأسلمت عيناي لسلطان النوم، نمت حتى بزغ الفجر ثم قمت لأداء الصلاة ولكنني حقاً افتقدت شيئاً عظيماً كنت قد اعتدت عليه في قريتي الصغيرة (عرقين) وهو صوت مؤذني الحي (جبران علي، جيبان، محمد علي، والعم فرح الفيفي)، يا الله كم كان يطرب مسامعي ذلك الصوت وكم كان يبعث في نفسي الهمة والنشاط وعلى الرغم من ذلك فأنا لم أشعر بقيمته وفضله كما شعرت به في هذا اليوم. قمت لأداء الصلاة وكم كانت هي اللذة التي شعرت بها وأنا أؤدي صلاة الفجر في هذا البلد، حقاً لقد كان إحساس عظيم جعلني أستشعر قيمة الإسلام وفضل الله ونعمته علي.
مع استيقاظي المبكر استيقظت معدتي الخاوية وقد ألهبتها حرارة الجوع، نهضت أجوب أركان الغرفة وأتحسس ثلاجتها الصغيرة علّي أجد فيها شيئاً أسد به جوعتي، وقعت عيني على شيء من البسكويتات والمرطبات والماء وقوارير أخرى لم أتبينها في حينها! لم يطل بي الوقت حتى أنجزت مهمتي لأستلقي ثانية على سريري منتظراً إسفار الصباح...
بزغت الشمس بخيوطها الذهبية لتضيء لي يوماً جديداً من حياتي في بلدٍ جديد سأقضي فيه بعضاً من سنين عمري بعيداً عن أهلي وأحبتي ووطني، طلعت الشمس لتزيح ظلام الليل الكئيب الذي طمس معالم المدينة، ومعالم المكان والإنسان هناك، طلعت لتكشف الستار عن مكان آخر غير ذلك المكان الذي رأيته بعيني ليلة البارحة، نعم لقد كشفت الستار عن مكان آخر، مكان جميل، كانت الأشجار تحيط بالمكان من كل ناحية، كانت العصافير تتراقص هنا وهناك وتشدوا بألحانها الشجية التي أطربت نفسي وأبهجتها، كان الهواء لطيفاً وهو يصافح وجهي الذي يطل من نافذة الغرفة، يا سبحان الله ما أروع المكان، خرجت مسرعاً إلى شرفة تطل على ناحية أخرى من المدينة، لتقع عيناي على منظر لم أرى مثله من قبل، إنه نهر (سوان SWAN)، ذلك النهر الذي يشق مدينة بيرث ليصب في المحيط الهندي، كانت مياهه تنساب أمام ناظري في مشهد جميل يبث في الروح أمال جديدة وطموحات متقدة ومما زاد جمال المشهد هو تعانق خيوط الشمس الذهبية مع المياه الجارية، حقاً إنه مشهد لن أنساه ما حييت، ومن هنا بدأ أول أيامي بمدينة بيرث.
[وللذكرى بقية]
بقلم: محمد المالكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها