الثلاثاء، 28 فبراير 2012

وضوح الهدف وعلو الهمة: مثال من التاريخ

نور الدين زنكي محمود القائد والمجاهد الإسلامي البارز في بلاد الشام، بل وأحد أعظم القواد الإسلاميين الذين مروا على الأمة الإسلامية، بنى في عام 569هـ (1173م) في مدينة دمشق منبراً عظيماً مزيناً تزييناً فريداً وقال: سأضع هذا المنبر في المسجد الأقصى بإذن الله. لم يكن يومها قد تم تحرير المسجد الأقصى من قبضة النصارى ولكنها الثقة بالله والطموح الكبير والهمة العالية ووضوح الهدف. تخيلوا الأثر الإيجابي لذلك الإجراء البسيط عليه وعلى قواده وجيشه. مات رحمه الله في نفس العام (569هـ) قبل أن يحقق هدفه ولكنه قد بذر البذرة لمن بعده. واصل صلاح الدين (حاكم مصر والحجاز واليمن ذلك البطل المجاهد) رسالة نور الدين في الجهاد حتى فتح بيت المقدس واستعاد المسجد الأقصى في 27 رجب 583هـ (1187م) وأمر حينها بإحضار ذلك المنبر العظيم من دمشق وقام بوضعه في المسجد الأقصى وبقي فيه حتى يوم 7 جمادي الآخر 1389 هـ (21/8/ 1969م) عندما أحرقه المسيحي الأسترالي (دينيس مايكل روهاند) ضمن حريقه الآثم للمسجد الأقصى، ولم يتبقى من ذلك المنبر إلا قطع صغيرة محفوظة في المتحف الإسلامي بالحرم القدسي الشريف. أي أنه بقي قرابة ثمان مئة سنة في المسجد الأقصى. يا الله ما أعظمها من همة وما أقواها من عزيمة، صدقوا الله فصدقهم سبحانه. والخلاصة: وضوح الهدف والتخطيط السليم والعمل الجاد مع التوكل على الله والثقة في عونه عوامل استراتيجية لتحقيق المطالب والتطلعات!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها

الأكثر قراءة