نور الدين زنكي محمود القائد والمجاهد
الإسلامي البارز في بلاد الشام، بل وأحد أعظم القواد الإسلاميين الذين مروا على
الأمة الإسلامية، بنى في عام 569هـ (1173م) في مدينة دمشق منبراً عظيماً مزيناً
تزييناً فريداً وقال: سأضع هذا المنبر في المسجد الأقصى بإذن الله. لم يكن يومها
قد تم تحرير المسجد الأقصى من قبضة النصارى ولكنها الثقة بالله والطموح الكبير
والهمة العالية ووضوح الهدف. تخيلوا الأثر الإيجابي لذلك الإجراء البسيط عليه وعلى
قواده وجيشه. مات رحمه الله في نفس العام (569هـ) قبل أن يحقق هدفه ولكنه قد بذر
البذرة لمن بعده. واصل صلاح الدين (حاكم مصر والحجاز واليمن ذلك البطل المجاهد)
رسالة نور الدين في الجهاد حتى فتح بيت المقدس واستعاد المسجد الأقصى في 27 رجب 583هـ
(1187م) وأمر حينها بإحضار ذلك المنبر العظيم من دمشق وقام بوضعه في المسجد الأقصى
وبقي فيه حتى يوم 7 جمادي الآخر 1389 هـ (21/8/ 1969م) عندما أحرقه المسيحي
الأسترالي (دينيس مايكل روهاند) ضمن حريقه الآثم للمسجد الأقصى، ولم يتبقى من ذلك
المنبر إلا قطع صغيرة محفوظة في المتحف الإسلامي بالحرم القدسي الشريف. أي أنه بقي
قرابة ثمان مئة سنة في المسجد الأقصى. يا الله ما أعظمها من همة وما أقواها من
عزيمة، صدقوا الله فصدقهم سبحانه. والخلاصة: وضوح الهدف والتخطيط السليم والعمل
الجاد مع التوكل على الله والثقة في عونه عوامل استراتيجية لتحقيق المطالب
والتطلعات!
الثلاثاء، 28 فبراير 2012
وضوح الهدف وعلو الهمة: مثال من التاريخ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الأكثر قراءة
-
صورة مع التحية إلى كل من يعنيه الأمر لقد مضى الآن حوالي قرن ونصف القرن على اكتشاف أقدم وسيلة للاتصال الصوتي في العالم (الهاتف الثابت)، وق...
-
Saudi Medical Journal - المجلة الطبية السعودية هي مجلة طبية محكمة يصدرها المستشفى العسكري بالرياض بشكل شهري. تعنى هذه المجلة بالمواضيع الطب...
-
يفاجأ الإنسان كثيراً عندما يكتشف بعض الأشياء القريبة منه والتي كان يجهل وجودها أو ربما لا يدرك أهميتها، على الرغم من ذهابه بعيداً للبحث عن...
-
لا شك أن رحيل الإنسان عن الوطن الذي خلق فوق أرضه وترعرع تحت سمائه وعاش فيه أجمل وأروع لحظات حياته، لا شك أنه ليس بالموقف اليسير عليه سيما و...
-
Health care system in Saudi Arabia: an overview M. Almalki, G. Fitzgerald and M. Clark نظام الرعاية الصحية في المملكة العربية السع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها