الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

رحمك الله.. يا عبد المجيد

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

نعى الديوان الملكي يوم أمس السبت 18/4/1428 صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة - رحمه الله، والذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض، وكمواطنين فقد تلقينا ذلك النبأ ببالغ الحزن والأسى على فراق رجل بقامة الأمير عبد المجيد، رجل نذر جل حياته وقضى زهرة شبابه في خدمة الوطن ومقدساته.

عُرفت حياته - رحمه الله - بأنها حياة كفاح يكسوه النجاح، وبناء يتوجه النماء، وإبداعات تترجمها الإنجازات، قدم الكثير لوطنه وأمته من خلال المناصب القيادية التي تولاها أثناء حياته العملية، وذلك منذ أن عين أميراً لمنطقة تبوك في عام 1400، مروراً بتوليه لأمارة المدينة المنورة في عام 1406، وإنتهاءً بقيادته لمنطقة مكة المكرمة من عام 1420 حتى وافته المنية رحمه الله.

كانت لمساته وإنجازاته في تنمية تلك المناطق بارزة للجميع، ففي تبوك أسس البني التحتية واهتم بالزراعة والتعليم والعمران والإقتصاد ولم يغادرها رحمه الله إلا وقد ظهرت بصماته عليها بكل جلاء ووضوح. وفي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت للراحل إنجازات تسطر بماء الذهب، فمن تنفيذه وإشرافه على مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - لتوسعة الحرم النبوي الشريف، إلى الإهتمام ببناء وعمران المدينة وإعادة تنظيمها بالشكل الذي يتناسب مع مكانتها الإسلامية، إلى تشجيع الإستثمار الإقتصادي والزراعي والعقاري والصناعي، وصولاً إلى إهتمامه بإنسان المنطقة كأهم عناصر التنمية. أما في مكة المكرمة، [فإلى جانب نيله شرف رعاية الحرم المكي الشريف وخدمة ضيوف الرحمن]، فقد كانت له خططه الطموحة للإهتمام بالمنطقة ككل والتي بدأ الجميع يلمس ثمارها من خلال المشاريع الإقتصادية والصناعية والخدمية العملاقة، والإهتمام بالكوادر الوطنية، ورعاية المسنين وغيرها الكثير الكثير والذي لا يتسع المجال لذكره.

ذهب عبد المجيد بن عبد العزيز، وبقيت أفعاله البيضاء شاهدة له في العالمين، وقد آلمنا نبأ رحيله، ولكن هذه سنة الله وهذه إرادته، ولله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شئ عنده بأجل مسمى، ولا نملك للفقيد إلا الدعاء الخالص لوجه الله .. فنقول:

اللهم اغفر لعبدك عبد المجيد بن عبد العزيز و ارحمه و عافه و اعف عنه و اكرم نزله، ووسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد، و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وابدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه و ادخله الجنه و أعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار.

ومن خلال هذه الصفحات وبقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره، نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى مقام الوالد الغالي عبد الله بن عبد العزيز وإلى سمو ولي عهده الامين وإلى أهل الفقيد وذويه وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي كافة.

رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيج جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

محمد المالكي

نشرت في صحيفة سبق بتاريخ 06-05-2007
http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=140

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها

الأكثر قراءة