الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

جمال .. والبصمة الإلكترونية

جمال؛ كان عاملاً في محل تجاري أتبضع منه بشكل مستمر، ولأسباب معينه قرر كفيله أن يعيده إلى بلاده، غادرنا يومها وظننت أنه لن يعود.

بعد مرور بضعة أشهر وجدته واقفاً أمام أحد المجمعات في المحافظة، فركت عينيّ جيداً لأتأكد من الأمر، نعم هو هو صاحبنا.. بشحمه ولحمه.
سلمت عليه وبادرته بالسؤال: كيف الحال يا جمال..؟!
رد علي قائلاً: "أنا لست جمال، أنا عبد الرحمن"..!
في البداية ظننت أنه يمازحني، ولكنه (مع الأسف) كان جاداً وصادقاً في كلامه..!
لأنه غادرنا بجوازٍ وعاد إلينا بآخر..!!

أكد لي الأمر بكل بجاحة، تبسمت في غضب بعد أن أدركت خفايا الأمر..
وتساءلت في نفسي: كم في وطني من أمثالك يا عبد الرحمن (جمال)..؟!
وأيقنت أن الإجابة مفجعة، فتمنيت من أعماق قلبي أن يأتي ذلك اليوم الذي نستحدث فيه نظام صارم للقضاء على هذه الظاهرة المخجلة التي يستخدمها المحتالون والمبعدون للدخول إلى وطني من جديد.

بعد مرور عدة سنوات على هذه الحادثة، قرأت في صحفنا المحلية عن تطبيق نظام البصمة الإلكترونية في بعض المنافذ الهامة في المملكة مع إشارات سارة حول النجاحات المتتابعة التي سجلتها تلك الخدمة. خطوة جيدة نحو الحد من عودة المبعدين ودخول المجرمين وأرباب السوابق إلى السعودية أو هروبهم منها، وإن كانت قد جاءت متأخرة ولكن أن تأتي ولو متأخرة خير من أن تغيب إلى الأبد...

نأمل سرعة تطبيق هذه التقنية في كافة المناطق والمدن والمنافذ البرية والبحرية والجوية، كنوع من التعزيز الأمني لوطننا الغالي، ولكي لا نفاجأ بمزيد من أمثال جمال/عبد الرحمن.

وبالله التوفيق،،،

محمد المالكي

نشرت في صحيفة سبق بتاريخ 15-05-2007
http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=169

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها

الأكثر قراءة