لن أستفيض في تعريف البطالة لأنه قد تم تعريفها ونقاشها في العديد من المقالات والدراسات المختلفة، ولكنني اليوم سوف أتحدث عن جانب هام من جوانب البطالة في بلادنا..
لا شك أن البطالة تشكل تحدياً حقيقاً للحكومات والشعوب، فما بليت بها أمة من الأمم إلا وكانت بداية للعديد من المشاكل والمتاعب والتحديات، خصوصاً عندما تصيب شريحة الشباب الذين هم عماد الأمم وأملها.
ولا شك أننا في المملكة العربية السعودية نواجه هذه المشكلة في مختلف المناطق والمدن والقرى على الرغم من أن المملكة تحتضن أكثر من 5 ملايين عامل مقيم، بخلاف المتخلفين عن الحج والعمرة والعمالة السائبة والمهاجرين غير الشرعيين والذين يكلفون المملكة مليارات الريالات سنوياً...
هنالك تباين في نسب البطالة المتوقعة، فما بين متفائل يقول أنها لا تتجاوز 9% (مع خطورة هذه النسبة) وما بين متشائم يرى أنها ربما تجاوزت أضعاف ذلك بكثير. ولا شك أن لتفاقم هذه المشكلة آثارها الملموسة في أوساط المجتمع بشكل عام، كزيادة حالات السرقه، إنتشار المخدرات، زيادة معدلات الجريمة .. الخ. و بطبيعة الحال تعتبر هذه التغيرات نتائج حتمية للفراغ القاتل الذي تعانية شريحة الشباب العاطل عن العمل وإنعدام أبسط إحتياجاتهم، يدعمه ضعف في الوازع الديني.
وتتزايد خطورة هذه المشكلة الوطنية في المناطق الحدودية والنائية، ومنها على سبيل المثال (محافظة الداير والمناطق المجاورة لها في أقصى الجنوب)، حيث لا فرص وظيفية ولا مؤسسات تعليمية متقدمة ولا مراكز ترفيهية أو ثقافية أو رياضية، مما يجعل الشاب العاطل عن العمل فريسة سهلة في أيدي الإنتهازيين والمهربين والمخربين، فيتحول الشاب البسيط، إبن القرية الهادئة، والجبال النائية، إلى مروج أو مهرب أو مهدد لأمن الدولة بطريقة أو بأخرى، علم أو لم يعلم.
عندما يتم إغراؤه بالمال الذي ظل عمراً يبحث عنه، وعندما تسيطر عليه أحلام الأسرة والبيت والمركب الفخم وفي لحظة ضعف، لن يتوانى عن تسليم نفسه لأولئك العابثين، ليستغلوا خبرته بالمنطقة التي يقطنها ومعرفته بالمواقع الأمنية والطرق الآمنة لينقل السموم والممنوعات والأسلحة الفتاكة إلى داخل بلادنا الغالية، ليصبح بذلك سهم مسدد إلى خاصرة الوطن بدلاً من أن يكون لبنة صالحة من لبناته.
نريد حلولاً ناجعة لإحتواء هؤلاء الشباب واستثمارهم الاستثمار الأمثل، فهم ثروات مهدرة وطاقات معطلة، تمكن الآخر من الوصول إليها واستغلالها.. والله المستعان.
وأخيراً .. وقبل أن يستفحل الأمر ومن أجل الوطن والمواطن
الله الله في شباب المناطق النائية...
الله الله في القضاء على ....
"البطالة الحدودية"
والله الموفق
محمد المالكي
نشرت في صحيفة سبق بتاريخ 07-05-2007
http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=147
لا شك أن البطالة تشكل تحدياً حقيقاً للحكومات والشعوب، فما بليت بها أمة من الأمم إلا وكانت بداية للعديد من المشاكل والمتاعب والتحديات، خصوصاً عندما تصيب شريحة الشباب الذين هم عماد الأمم وأملها.
ولا شك أننا في المملكة العربية السعودية نواجه هذه المشكلة في مختلف المناطق والمدن والقرى على الرغم من أن المملكة تحتضن أكثر من 5 ملايين عامل مقيم، بخلاف المتخلفين عن الحج والعمرة والعمالة السائبة والمهاجرين غير الشرعيين والذين يكلفون المملكة مليارات الريالات سنوياً...
هنالك تباين في نسب البطالة المتوقعة، فما بين متفائل يقول أنها لا تتجاوز 9% (مع خطورة هذه النسبة) وما بين متشائم يرى أنها ربما تجاوزت أضعاف ذلك بكثير. ولا شك أن لتفاقم هذه المشكلة آثارها الملموسة في أوساط المجتمع بشكل عام، كزيادة حالات السرقه، إنتشار المخدرات، زيادة معدلات الجريمة .. الخ. و بطبيعة الحال تعتبر هذه التغيرات نتائج حتمية للفراغ القاتل الذي تعانية شريحة الشباب العاطل عن العمل وإنعدام أبسط إحتياجاتهم، يدعمه ضعف في الوازع الديني.
وتتزايد خطورة هذه المشكلة الوطنية في المناطق الحدودية والنائية، ومنها على سبيل المثال (محافظة الداير والمناطق المجاورة لها في أقصى الجنوب)، حيث لا فرص وظيفية ولا مؤسسات تعليمية متقدمة ولا مراكز ترفيهية أو ثقافية أو رياضية، مما يجعل الشاب العاطل عن العمل فريسة سهلة في أيدي الإنتهازيين والمهربين والمخربين، فيتحول الشاب البسيط، إبن القرية الهادئة، والجبال النائية، إلى مروج أو مهرب أو مهدد لأمن الدولة بطريقة أو بأخرى، علم أو لم يعلم.
عندما يتم إغراؤه بالمال الذي ظل عمراً يبحث عنه، وعندما تسيطر عليه أحلام الأسرة والبيت والمركب الفخم وفي لحظة ضعف، لن يتوانى عن تسليم نفسه لأولئك العابثين، ليستغلوا خبرته بالمنطقة التي يقطنها ومعرفته بالمواقع الأمنية والطرق الآمنة لينقل السموم والممنوعات والأسلحة الفتاكة إلى داخل بلادنا الغالية، ليصبح بذلك سهم مسدد إلى خاصرة الوطن بدلاً من أن يكون لبنة صالحة من لبناته.
نريد حلولاً ناجعة لإحتواء هؤلاء الشباب واستثمارهم الاستثمار الأمثل، فهم ثروات مهدرة وطاقات معطلة، تمكن الآخر من الوصول إليها واستغلالها.. والله المستعان.
وأخيراً .. وقبل أن يستفحل الأمر ومن أجل الوطن والمواطن
الله الله في شباب المناطق النائية...
الله الله في القضاء على ....
"البطالة الحدودية"
والله الموفق
محمد المالكي
نشرت في صحيفة سبق بتاريخ 07-05-2007
http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=147
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها