الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

إلى المجمع القروي بمحافظة الداير..!

قبل الدخول في موضوع اليوم، أود أن أقدم شكري وشكر أهالي محافظة الداير بني مالك إلى سمو الأمير محمد بن ناصر، أمير منطقة جازان - حفظه الله - وإلى سمو وزير الشؤون البلدية والقروية على إعتماد هذا المجمع الحيوي، والذي من شأنه الإسهام في تطوير وتنمية الداير والمراكز التابعة لها بإذن الله، والآن إلى المضمون:

(الداير) محافظة نائية مضى عليها سنوات وهي تنتظر هذه الخدمة، وقد فرحَتْ بإعتمادها أشد الفرح، وإن كانت الطموحات تتوق إلى أكثر من ذلك بكثير، ولكننا نؤمن بمقولة: (ما لا يدرك جله لا يترك كله)، ونحن كمواطنين نأمل من هذه الجهة الخدمية أن تولي محافظة الداير إهتمامها الجاد وأن تقف على أرضية صلبة ومستوية منذ البداية، لأنه إن صلح أول الأمر صلح آخره...!

على الرغم من النمو السكاني المطرد الذي شهدته المحافظة خلال العقدين الماضيين، إلا أنها ظلت تفتقر إلى معظم الخدمات الأساسية، ليست الجبال البعيدة فحسب، بل حاضرتها (الداير)، وفي السنوات القليلة الماضية بدأ الجميع يلمس إنشاء عدد من المشاريع الحيوية وإفتتاح بعض الدوائر الحكومية ومنها هذا المجمع الخدمي الهام ولعل ذلك ناتج عن إهتمام سمو أمير المنطقة بجبال بني مالك وما جاورها ورغبته في الإرتقاء بمستوى خدماتها، حيث أنها في أمس الحاجة إلى إرساء البنى التحتية ووضع الأسس المتينة والخطط المحكمة لإحتواء التغيرات الآنية و المرتقبة.

وعلى ذلك، يجدر بإدارة هذا المجمع أن ترسم خططها وفق أولويات واحتياجات المنطقة ولن يتم ذلك إلا من خلال إشراك المواطنين – على مختلف شرائحهم التعليمية والإقتصادية والإجتماعية- في عملية التخطيط والتطوير من خلال المسوحات الميدانية الشاملة التي تهتم بتطلعاتهم وتوجهاتهم المختلفة. قد يرى البعض أن المجلس البلدي يفي بهذا الدور، ولكن هذا الأمر غير صحيح – على الأقل من وجهة نظري – لأن المجتمع (ككل) يظل هو المعني بأي خدمة يقدمها هذا المجمع أو غيره من الجهات الخدمية، ويجب أن يكون هو – أي المجتمع – المنطلق الرئيس للخطط التي تعنيه، بينما يتمثل دور المجلس في المراقبة والمتابعة لتلك الخطط والمشاريع.

نحن نرتقب الكثير من هذا المجمع – ولعلها فوق إمكاناته المادية – ولكن نحن أصحاب حاجة ولا نرى إلا قضاءها، يحفزنا على ذلك توجهات حكومتنا الرشيدة تجاه البناء والتنمية، وتطلعات أميرنا الكريم للرقي بالمنطقة، ومما نحلم به كمواطنين، هو أن يتم تحقيق شيء من الخدمات التالية في السنوات المقبلة:

• الإهتمام بمشاريع السقيا القائمة – عبر الصهاريج - وتوسيع نطاقها لتشمل كافة القرى مع (التنفيذ) حيث أن هنالك الكثير من القرى المشمولة (شكلياً) ولكنها (فعلياً) لا تستفيد من تلك المشاريع.
• الإهتمام بشبكات المياه في المناطق القابلة للتنفيذ، وإعادة تأهيل الشبكة الحالية أو استبدالها نظراً لتهالكها وتقادم عهدها، هذا فضلاً عن أنها لا تخدم سوى جزء يسير من سكان الداير (الحاضرة) فقط.
• التنسيق والمتابعة الدائمة مع الجهات ذات العلاقة لإيصال المياه المحلاة إلى المحافظة – في ظل قلة الأمطار وشح الآبار- وهذا ليس بمستحيل فقد تم إيصالها إلى مناطق أبعد من الداير بكثير.
• إنشاء شبكة للصرف الصحي الذي يهدد بيئة المحافظة وصحة السكان بشكل كبير وهو من أهم الأولويات التي يجب أن لا يغفل عنها المجمع.
• إنشاء طرق جديدة للربط بين الأحياء والقرى وإعادة تخطيط القديم منها والتي نفذت بشكل مخجل في الماضي.
• الإهتمام بالأرصفة الجانبية للطرق وممرات المشاة وخدمات الإنارة والتشجير.
• إعادة تنظيم السوق القديم حتى يظهر بصورة أجمل وأفضل، مع السعي لإيجاد البديل في المستقبل وذلك لكون السوق يقع على ضفافي وادي جورا الشهير ووادي إهراي مما ينتج عنه الكثير من المآسي في مواسم الأمطار.
• إعادة تخطيط وتنظيم الأحياء العشوائية والإهتمام بالجديد منها.
• إيجاد منطقة صناعية تلم شتات الورش المتناثرة بين المنازل والمحلات التجارية والمدارس وغيرها.
• تصميم وتنفيذ برامج صارمة للرقابة الصحية على المطاعم والمحلات التجارية وذلك بالتعاون مع الجهات الصحية.
• الرفع من مستوى نظافة المحافظة وإدخال طرق جديدة لنقل ومعالجة المخلفات.
• تحسين وتنسيق مداخل المحافظة وتنفيذ الأشكال والمجسمات الجمالية التي تتوافق مع طبيعة المنطقة وتراثها وتاريخها.
• إنشاء الحدائق والمنتزهات العامة وتأهيل المناطق المناسبة ذات الطبيعة الجيدة لتصبح متنفساً لأهالي المحافظة ومقصداً للمصطافين، مع إيلاء الأطفال جزء من هذا الإهتمام.
• تسهيل إجراءات الصكوك والتي ظلت عائقاً أمام خطوات التنمية لسنوات طويلة، من خلال التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، مع أخذ موقع المحافظة في الإعتبار.
• الحد من إنتشار الحيوانات السائبة في حاضرة المحافظة.

تحتاج المحافظة إلى خطوات جادة ومدروسة في سبيل انتشالها من وضعها الراهن لتساير ركب التنمية الذي تشهده البلاد .. وختاماً، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).


** ومضه:
إرساء القواعد الصلبة لا يحتاج إلى معجزات، لكنه يحتاج إلى عزيمة صادقة..!

وبالله التوفيق،،،


محمد المالكي

نشرت في صحيفة سبق بتاريخ 24-05-2007
http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=222

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تهمني ... فلا تترددوا في تدوينها

الأكثر قراءة